تتحرك شركة OpenAI، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بخطوات واضحة نحو تنويع مصادر إيراداتها، بعد الاعتماد بشكل أساسي على الاشتراكات المدفوعة والعقود مع الشركات والمؤسسات، بدأت الشركة في استكشاف عالم الإعلانات في الذكاء الاصطناعي كطريقة جديدة لتحقيق الربح من منتجاتها، وعلى رأسها روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، يثير هذا التحول تساؤلات حول مستقبل نماذج الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن للشركات تحقيق التوازن بين تقديم خدمات مجانية أو منخفضة التكلفة وبين الحفاظ على استدامة مالية.

OpenAI وتوجهها نحو الإعلانات: تحول في نموذج الأعمال

واجهت OpenAI تحديًا مستمرًا في تحقيق الإيرادات بشكل مستدام، إذ أن تكلفة تطوير وتشغيل نماذج لغوية ضخمة مثل GPT-4 باهظة للغاية، الاعتماد على الاشتراكات مثل ChatGPT Plus والعقود مع الشركات الكبرى يوفر دخلًا ثابتًا، لكنه قد لا يكون كافيًا لتغطية التكاليف المتزايدة وتمويل الأبحاث المستقبلية، لذلك، يمثل استكشاف الإعلانات في الذكاء الاصطناعي خطوة منطقية نحو توسيع قاعدة الإيرادات.

تقرير “ذا إنفورميشن” يكشف التفاصيل

وفقًا لتقرير نشر مؤخرًا على موقع “ذا إنفورميشن” التقني، بدأت OpenAI بالفعل في مناقشة إمكانية إدراج إعلانات في نتائج البحث التي يقدمها ChatGPT، كما أنها تدرس خيارات الشراكة مع الشركات لعرض محتوى ذي صلة بمستخدمي ChatGPT، تشير هذه الخطوات الأولية إلى أن OpenAI لا تسعى إلى نموذج إعلاني تقليدي، بل إلى دمج الإعلانات بطريقة أكثر ذكاءً وتكاملًا مع تجربة المستخدم.

التركيز على الإعلانات ذات الصلة

الهدف الرئيسي من هذا التحول هو تقديم إعلانات مستهدفة وذات صلة باهتمامات المستخدمين، بدلاً من عرض إعلانات عامة قد تكون مزعجة، يمكن لـ OpenAI استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي لفهم احتياجات المستخدمين وتقديم إعلانات تلبي تلك الاحتياجات، هذا النهج يمكن أن يجعل الإعلانات أكثر فعالية بالنسبة للمعلنين وأقل تطفلًا على المستخدمين.

تحديات وفرص الإعلانات في ChatGPT

دمج الإعلانات في ChatGPT ليس بالأمر السهل، فهناك العديد من التحديات التي يجب على OpenAI التغلب عليها لضمان نجاح هذا التحول، من بين هذه التحديات الحفاظ على جودة تجربة المستخدم، وتجنب عرض إعلانات مضللة أو غير مرغوب فيها، وضمان الشفافية حول كيفية استخدام بيانات المستخدمين لتخصيص الإعلانات.

الحفاظ على الثقة والمصداقية

أحد أهم التحديات هو الحفاظ على ثقة المستخدمين في ChatGPT، إذا شعر المستخدمون بأن الإعلانات تتداخل مع جودة المعلومات التي يتلقونها، فقد يتوقفون عن استخدام الخدمة، لذلك، يجب على OpenAI أن تكون حريصة جدًا على كيفية دمج الإعلانات في ChatGPT، وأن تضمن أنها لا تؤثر سلبًا على تجربة المستخدم، تحسين تجربة المستخدم هو مفتاح النجاح في هذا المجال.

فرص جديدة للمعلنين

يفتح هذا التحول فرصًا جديدة للمعلنين، حيث يوفر ChatGPT لهم وصولًا إلى جمهور واسع ومتفاعل، بالإضافة إلى القدرة على استهداف الإعلانات بدقة عالية، يمكن للمعلنين استخدام ChatGPT لتقديم محتوى تعليمي أو ترفيهي ذي صلة بمنتجاتهم أو خدماتهم، مما يساعدهم على بناء علاقات أقوى مع العملاء المحتملين، كما أن التسويق بالمحتوى يمكن أن يكون فعالاً بشكل خاص في هذا السياق.

نماذج الإعلانات المحتملة في ChatGPT

هناك عدة نماذج إعلانية يمكن لـ OpenAI تطبيقها في ChatGPT، من بين هذه النماذج:

  • الإعلانات السياقية: عرض إعلانات ذات صلة بموضوع المحادثة، على سبيل المثال، إذا كان المستخدم يسأل عن أفضل الفنادق في باريس، قد يتم عرض إعلانات لفنادق في باريس.
  • الإعلانات المدعومة: السماح للمعلنين بدفع رسوم مقابل إبراز منتجاتهم أو خدماتهم في نتائج البحث.
  • الشراكات مع الشركات: التعاون مع الشركات لتقديم محتوى حصري أو عروض خاصة لمستخدمي ChatGPT.
  • الردود المدعومة: إدراج ردود مدعومة من شركات معينة ضمن إجابات ChatGPT، مع الإشارة الواضحة إلى أنها إعلانات.

مستقبل الإعلانات في الذكاء الاصطناعي

إن توجه OpenAI نحو الإعلانات في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد قرار تجاري، بل هو مؤشر على اتجاه أوسع في هذا المجال، من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة زيادة كبيرة في استخدام الإعلانات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة، مثل روبوتات الدردشة والمساعدين الصوتيين.

الذكاء الاصطناعي والتسويق

هذا التحول سيغير بشكل كبير الطريقه التي يتم بها التسويق والإعلان، فبدلا من الاعتماد على الإعلانات التقليديه التي غالبا ما تكون مزعجه وغير فعاله، سيتمكن المعلنون من الوصول إلى العملاء المحتملين بطرق أكثر ذكاء وتخصيصا، التحول الرقمي في مجال التسويق سيتسارع بشكل كبير بفضل هذه التطورات.