وقعت شركة القابضة (ADQ) الإماراتية اتفاقية شراكة مع مؤسسة غيتس لتسريع التبني المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعليم في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الاستثمار في البنية التحتية الرقمية للقطاع التعليمي، الذي يُعتبر محركاً طويل الأجل للنمو الاقتصادي والتنمية البشرية.
استثمار في البنية التعليمية الرقمية
جرى توقيع الاتفاقية على هامش أعمال أسبوع أبوظبي المالي 2025، وتركز على توظيف الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي لتحسين نتائج التعلم، خاصة في المراحل التعليمية الأولى التي تُعد أساس بناء رأس المال البشري في الاقتصادات الناشئة.
تأتي الشراكة في وقت أصبحت فيه منصات التعلم الرقمية وتقنيات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي جزءاً مهماً من البنية التحتية الوطنية، لا سيما في الدول التي تواجه فجوات تعليمية حادة.
تعمل القابضة (ADQ)، التي تركز على الاستثمار في البنية التحتية وشبكات الإمداد العالمية، على توسيع محفظتها لتشمل أصولاً رقمية تسهم في تعزيز الجاهزية التقنية وبناء اقتصادات قادرة على المنافسة مستقبلاً.
بحسب بيانات مؤسسات دولية، من المتوقع أن تضم إفريقيا بحلول عام 2050 نحو ثلث شباب العالم، بينما يعاني تسعة من كل عشرة أطفال دون سن العاشرة في القارة من ضعف مهارات القراءة والحساب الأساسية، تمثل هذه الفجوة أحد أبرز التحديات أمام تحقيق نمو اقتصادي مستدام، ما يفسر تزايد الاهتمام بتوجيه الاستثمارات نحو التعليم الأساسي.
تمويل يمتد لأربع سنوات
تشمل الشراكة برنامجاً تمويلياً يمتد لأربع سنوات بقيمة 40 مليون دولار، تسهم القابضة (ADQ) بنصفه، ويوجه لدعم الاستخدام الأخلاقي والعملي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم.
يتوزع التمويل على برنامجين رئيسيين: الأول هو مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التعليم" التي أُطلقت عام 2022 لتطوير نماذج تعليمية قابلة للتطبيق وتقديم إرشادات للحكومات في دول الجنوب العالمي.
أما البرنامج الثاني فهو "صندوق تكنولوجيا التعليم والذكاء الاصطناعي"، المقرر إطلاقه في عام 2026، ليكون أداة استثمارية لتوسيع الحلول التعليمية الرقمية التي أثبتت فاعليتها، مع تركيز خاص على المراحل الدراسية الأساسية وعلى التوسع الوطني.
فجوة تمويلية وفرص نمو
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 93% من منتجات تكنولوجيا التعليم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط لم تخضع لاختبارات عملية واسعة، بينما تستقطب إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 2% فقط من إجمالي رأس المال الاستثماري العالمي الموجه لهذا القطاع.
كما أن نسبة الأطفال الذين يستخدمون حلول التعليم الرقمي بانتظام لا تتجاوز 4%، ما يعكس فجوة كبيرة بين الإمكانات المتاحة وحجم الاستخدام الفعلي.
تاتي هذه الشراكة امتدادا لاعلان مؤسسة غيتس مطلع 2025 عن توسيع برنامجها التعليمي العالمي بقيمه 240 مليون دولار، الهادف الي دعم تعلم 15 مليون طفل في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والهند.
وفي هذا السياق، تسعى دوله الإمارات إلى توظيف خبراتها التقنيه لدعم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، بما يعزز فرص النمو الاقتصادي القائم على المعرفه في المنطقه.
التعليقات
سجّل الدخول لكتابة تعليق